17 يناير 2014

علامات الساعة

خطيب الجمعة فضل زانقنا النهاردة 45 دقيقة بيكلمنا عن علامات الساعة ، وبصرف النظر عن رأيي في الأدلة الركيكة اللي بيدلل بيها على كلامه فأنا مهتم أكتر بالرسالة من وراء الخطبة.
في الحقيقة انا اللي وصلني انه بيحاول يقولنا القيامة جاية وهاتتحاسبوا يا مذنبين وأدي علامتها اهي ؛ منها اللي حصل ومنه اللي بيحصل ومنها اللي هايحصل.

بس انا مش قادر افهم ايه فايدة علامات الساعة؟
انت يهمك ايه لو القيامة هاتقوم بكرة الصبح او بعد ألف سنة؟ ويهمك ايه لو سبقتها علامات تدلل انها جاية؟
هو انت مش مؤمن ان القيامة هاتقوم؟ وعارف ان قيامتك بمجرد موتك؟ وعارف انك ممكن تموت في اي لحظة؟
يبقى لازمة الهتي والهرتلة اللي قعد الخطيب يسمعهولنا 45 دقيقة وقرفنا بأخطاء لغوية والأخطر منها أخطاء منطقية، يعني مثلا الرسول صلى الله عليه وسلم قال لواحد بدوي إن القيامة هاتقوم قبل مالغلام ده يهرم (يكبر في السن ويعجز9) وطبعا ده ماحصلش الغلام يا إما هرم ومات يا إما مات قبل الهرم وفي كل الأحوال الكلام مااتحققش.
 
أعرابي آخر بيقول للرسول صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فقاله الرسول وماذا أعددت لها؟ قاله مش كتر صلاة ولا صوم بس انا بحب الله ورسوله فالرسول قاله انت مع من تحب . إيراد الحديث ده من الخطيب في السياق ده خطير جدا لان المصريين بيحبوا الكلام ده قوي ، تلاقي المصري طول النهار بيكدب ويسرق ويرتشي ويسب أديان الناس كلهم وبالليل بيقولك انا بحب الله ورسوله وإلا رسول الله وانا وهبت نفسي للرسول يا ولاد التييييييييت. بس ماعلينا مش موضوعنا.

ومسك آية في القرآن ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) وقالك ايه الرسول صلى الله عليه وسلم قال انه بعث مع الساعة بس هو سبقها وبما إن الرسول مبعوث من الف وخمسمائة سنة فده معناه ان عدى يوم ونصف!!!
الراجل محتاج حد يفهمه "النسبية".

الخلاصة أدي خطبة أخرى مضيعة للوقت ومستفزة للعقل وعلم لا ينفع وجهل لا يضر.

ملحوظة : انا بقول الأحاديث بالمعنى فلست راوي حديث ولا ده مرجع للحديث بكتبه.

8 أغسطس 2013

أغلى من الدم


يظن البعض أن سفك الدماء هو أسوأ الموبقات وأشدها أثرا وأعظمها خطرا ، وقد يكون هذا صحيحا من الناحية القانونية والشرعية وحتى في العرف القبلي. ولكن هناك جانب آخر هو التأثير الإجتماعي ؛ فالذي يموت يغادر الدنيا وأثر قتله قد يحصر في القصاص أو الدية او حتى عقوبة قانونية من نسج خيال مشرع بشري. لكن هناك من هو أسوأ حالا من المقتول المستريح ؛ إنه الحي بلاحياة.

وأقصد به هنا من جرد من كرامته وشرفه وكبرئياءه واتنزعت انسانيته ، والأسواء والأشد ألما من يفعل به ذلك أمام جموع البشر ينظرون ولا يحركون ساكنا. يحدث هذا بشتى الصور وفي كل الأزمنة ودائما ماترى ذلك المخلوق التعيس وهو في أشد محنته يتلقى جرعة الظلم أكثر مايأبه به هو البشر من حوله ينظر في أعينهم ؛ يستغيث بهم وفي نفس الوقت يسألهم لما أنتم نتظرون جامدين؟ أنت تشاهدونني أذبح بسكين تلمة أمامكم ؛ فلم لا تحركون ساكنا؟

يظنون دائما انه محظوظ لانه نجا بحياته وأي شئ آخر يمكن تعويضه ، ولكن هيهات لن يعود مرة أخرى كالإنسان الذي كان ؛ بل قد لا يعود مرة أخرى إنسانا.
سيعيش بلا حياة يعيد في ذاكرته مرار وتكرار وجوه من ظلموه ووجوه من شاهدوه وتركوهم ، خوفا أن ينسى وجها واحدا منهم . سينتظر يأكل ويشرب لا لشهوة بل ليحافظ على وظائفه الحيوية حتى تتاح له الفرصة فينتقم منهم جميعا وفرادى. هكذا يصنع أعداء المجتمع.

أكتب هذه السطور اول أيام عيد الفطر ، ليس لاني مريض بالإكتئاب ولكني أقدر شعور هؤلاء الذين يقبعون في ظلال الأسوار ينتظرون اللحظة المناسبة ، ولا يستطيعون حياة ولا عيشا ولا فرحا ولا عيدا. منهم كثيرون حصيلة ثلاث سنوات مضت فيما يسمى "الثورة المصرية" .

ومايهدهشني إلى حد ثغر الفاه ؛ أن البعض يجدون في أنفسهم الشجاعة كي يقولون لهم : لا تشمتوا !

11 يوليو 2013

يسقط الكهنوت

أرى ان جيلي من أفضل الأجيال في تاريخ الديانة الإسلامية ، ويمدني هذا بكثير من الأمل. هذا الجيل المختلف الذي أتيحت له فرص لكسر القوالب التي قولبت فيها أجيال طويلة سبقته. إنه جيل مختلف ساعدته ظروف التطور التي وجد فيها والتي سهلت اتصاله بالعالم من حوله وسمحت له بأفق أوسع للتامل ؛ فأدرك ما لم يجمع في أدراك من سبقوه ، بالإضافة إلى تطور العلوم التي يدرسها والتي خلقت وربت فيه روح التحليل المنطقي والنتائج المترتبة على أدلة وبراهين ؛ منطقية الدنيا والعالم.

ديانة محمد صلى الله عليه وسلم شوهت ومسخت كثيرا منذ وفاته على أيدي من نصبوا أنفسهم اوصياء على الديانة يفسرونها حسب رؤاهم ويصدرونها جاهزة لكل من دونهم ؛ يتبعون هذه الرؤى بدون نقاش أو جدال. ومن يخالفهم فهو كافر فاسق مارق يقتل أو ينفى من الأرض. فلا يجروء شخص أن يفكر او يتساءل ؛ فقط عليك أن تحفظ وتتبع.

شكلت قوالب دينية تغيرت على مر العصور حسب أهواء الحاكم -بأمرالله دائما- وبأيدي رجال الكهنوت الذين نصبوا أنفسم أوصياء على دين ليس له رجال كهنوت في أصله. دائما عندما يدخل الضحية الجديدة إلى هذا القالب كان يقاوم كل مايخالف المنطق والعقل ويتسأءل فيكون الجواب زجرا : هل تعارض أمر الله ومراده؟ نحن لا نعلم حكمة الله ؛ ولكن هذه أوامره –كذبا وبهتانا- ، فكان دائما لا مفر وهو في تلك المرحلة من حياته عجينة طرية إلا أن يتقولب ويستعد لقولبة نسله من بعده ، مؤثرا السكينة التي بمده بها إيمانه المزيف المهزوز، والغيبوبة التي يستقيها من أفيون الدين المسيطر عليه الذي يزيل عن كاهله أعباء التفكير والتدبر.

إلا أن الجيل الجديد وجد مصادر أخرى تطرح عليه آفاق جديدة ، فمنذ نعومه أظفاره يستطيع الغلام او الفتاة ان تفتح قنوات لم يكن ممكنا فتحها قبلا ، فمثلا أول محادثة لي على على شبكة الإنترنت كنت في الحادية عشر من عمري وكانت مع مواطنة إسرائيلية –من قبيل المصادفة- . فبدأ المراهقون يحادثون أقرانهم في العالم ممن يوصفون بالكفرة الملاحدة فيجدونهم بشر مثلهم ؛ لا شياطين خبيثة كما صور لهم ، بل ربما يجدونهم أكثر إنسانية من كثيفي اللحى قصيري الثياب ممن يقدمون على أنهم ممثلين الدين رجال الله – أعوذ بالله-.

بالطبع كل ذو عقل وحكمة يرفض فورا مايقدم إليه على إنه الإسلام  ، ولكن الإختلاف في الطريق الذي يسلك بعد هذا الرفض فالبعض يقرر إلقاء موضوع الدين والتدين عن عاتقه أصلا ليعيش حياته القصيرة بلا هذا العبء الثقيل المشبوه ، والبعض الآخر يسلك الطريق الأصعب مدركا صحة ونقاء الحقيقة الأصلية من وجود الخالق ومن حتمية وجود الدين النقي الأصلي تحت هذه الأنقاض ، فيختار سلوك الدرب الأصعب مفتشا عن الحقيقة برغم إدراكه عظم أحتمالية هلاكه قبل أن يدركها ؛ فضلا عن خرافية الحقيقة المطلقة.

يسعدني أن رأيت خيوط الفجر تتضح ، وأيقن أنه سيأتي البوم الذي تتوسط فيه شمس الحق عنان السماء ، لتحرق وتطهر الدنيا والدين من الآفات اللتي علقت بها في زمان الظلام الطويل المدلهم .


أحمد هانئ
4:40 صباحا
11/7/2013